الفرحة التى تأجلت بأعظم اكتشاف علمى مصرى فى مؤتمر
خلال مؤتمر عن جهاز علاج فيروسى "سى والإيدز
عز العرب: يجب استكمال الأبحاث حول الجهاز.. وأستاذ بمعهد "تيودور": ابتكار مهم لكن طريقة الإعلان عنه تجاوزت الخطوات المتبعة دوليًا.. ولجنة لاستكمال الأبحاث
السبت، 1 مارس 2014 - 16:46
كتبت صفاء فاروق
لم يغفر أحد للاختراع المصرى الجديد أنه مصرى حلم وأمل للعالم كله وكل ماعناه وعناهم هو أنه لم يتبع الطرق العلمية التى لم تشفع له وتغفر له وتقابله بالفرح فأراد اعداء المستقبل من كل من هب ودبّ تشويهه وتشويه فرحتنا به على أية حال أكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، أن محاولة اختراع جهاز لعلاج فيروسى "سى والإيدز" يعد شرفًا للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأن اللواء إبراهيم عبد العاطى، مخترع الجهاز، هو كيميائى وليس طبيبًا.
وأضاف عز العرب خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد اليوم السبت، بمقر المركز المصرى للحق فى الدواء، حول الجهاز الذى أعلنت عنه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مؤخرًا لعلاج فيروسى سى والإيدز، أن التجارب التى تم إجراؤها حول الجهاز، بموجب بروتوكول تعاون بين الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة ووزارة الصحة، بمستشفى حميات العباسية، شملت 100 مريض فيروس سى و50 مريض إيدز، بنسب نجاح بلغت 95% و100%، لافتًا إلى أن التعبير الذى استخدم بالمؤتمر الصحفى للإعلان عن الجهاز، وهو تعبير "صباع الكفتة" كان المقصود به تبسيط فكرة عمل الجهاز، والذى يعمل على تحول الفيروس لأحماض أمينية من خلال تعرضه لموجات كهرومغناطيسية، لذلك ينصح المريض بعدم تناول اللحوم خلال العلاج.
وأشار عز العرب إلى أن الطب مبنى على الدلائل العلمية، وفقًا للتجارب المتبعة والتى يتم إجراؤها على 3 مراحل، وحتى الآن يوجد نوعان فقط من العلاج لمرضى فيروس سى معترف بهما دوليًا، وهما الإنترفيرون مع أقراص الريفارين، والمستخدمة حاليًا فى مصر، ومجموعة أدوية السوفوسبوفير مثل عقار سوفالدى، إلا أن مشكلة الأخيرة رغم فاعليتها وارتفاع ثمنها إلى 80 ألف دولار للكورس العلاجى، ورغم أن مفاوضات وزارة الصحة نجحت للوصول إلى ثلث الثمن تقريبًا، وهو 68 ألف جنيه، إلا أنه مازال ثمنًا مرتفعًا للغاية، داعيًا إلى تكاتف كل الجهات البحثية لتطبيق العلاج بالجهاز الجديد فى حال ثبوت فاعليته، قائلاً: "عالجنا حوالى 300 ألف مريض بالإنترفيرون خلال 8 سنوات، فكيف يمكن علاج حوالى 9 ملايين مصرى بمستشفيات القوات المسلحة".
ومن جانبه، أكد الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، أنه يوجد جهازان من ابتكار الهيئة الهندسية، وهما جهاز "سى فاست" المستخدم فى تشخيص مرضى فيروس سى، وهذا الجهاز تم إجراء كل التجارب العلمية عليه ونشرت الأبحاث المتعلقة به فى دوريات علمية، كذلك تم عرضه بالمؤتمرات العلمية الدولية، وهذا الجهاز يساهم بشكل كبير بجانب التشخيص العلاجى، فى الكشف عن الفيروس بالمعدات الطبية، بما يخفض من نسب العدوى بالمرض، خاصة أن مصر بها 150 ألف مريض فيروس سى جديد سنويًا، بمعنى مريض لكل دقيقة.
أما الجهاز الثانى وهو "كومبليت كيور"، الذى تم الإعلان عنه مؤخرًا، فلم تستكمل الأبحاث العلمية المتعلقة به، رغم أنه قدم للحصول على براءة الاختراع وتمت الموافقة على إجراء التجارب الإكلينيكية الخاصة به، كما أن طريقة الإعلان عنه فى مؤتمر صحفى، تخالف الضوابط العلمية الدولية المتبعة فى الإعلان عن الاكتشافات العلمية الجديدة، حيث كان يجب الإعلان عنه فى مؤتمر علمى ونشره فى الدوريات العلمية، قائلا إن ذلك لا يؤدى إلى سرقة الابتكار كما أشيع، لافتًا إلى أنه يتم حاليًا تشكيل لجان علمية لاستكمال الأبحاث المتعلقة بهذا الابتكار.
ودعا الخياط إلى عدم التحدث عن الجهاز إلا من خلال أطباء الكبد المتخصصين، واستطرد: "لا يعقل أن أجد طبيب أعصاب يتحدث حول الجهاز"، لافتًا إلى أنه تتم حاليًا كتابة البحث العلمى الخاص بالجهاز.
فى الوقت نفسه، قال محمود فؤاد، المدير التنفيذى للمركز المصرى للحق فى الدواء، إنه تم عقد اجتماع الأربعاء الماضى، بمدينة دبى، بين ممثلى 24 شركة دواء عالمية لمناقشة مستقبل أرباحهم فى ظل بدء استخدام هذا الجهاز،
محذرًا من حملة شرسة ضد الحكومة لسحب إمكانية تسعير الأدوية منها، موضحًا أن طريقة الإعلان عن الجهاز تسببت فى إثارة اللغط حوله.