تحقيقات
ننشر اليوم التفاصيل الكاملة للتحقيقات التى باشرتها النيابة العامة، فى أحداث العنف التى وقعت بمنطقتى رمسيس ومسجد الفتح، ومحيط قسم شرطة الأزبكية بتاريخ 16 أغسطس 2013، وتورط فيها تنظيم الإخوان المسلمين فى أعقاب فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، المعروفة بـ"أحداث رمسيس الثانية".
كشفت التحقيقات التى أشرف عليها المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة الكلية، على مدار ستة أشهر حتى قرار النائب العام المستشار هشام بركات، منذ يومين بإحالة 504 متهمين للمحاكمة الجنائية على ذمة القضية، كواليس المخطط الذى وضعته قيادات التنظيم الإرهابى لنشر الفوضى عقب فض اعتصامهم، وإيجاد أماكن بديلة لـ"رابعة" و"النهضة" لبدء اعتصامات جديدة.
دلالات خطيرة تكشفها المعلومات التى توصلت إليها جهات التحقيق بشأن الأحداث الأكثر عنفاً منذ عزل محمد مرسى من منصب رئيس الجمهورية، حيث قتل فيها 210 مواطنين وشرطيين، وأصيب 276 آخرين أثناء محاولات اقتحام قسم شرطة الأزبكية، عن دور عناصر الإخوان المدربة على حمل السلاح، وأساليب القنص، فى الاعتداءات على قوات الأمن والمواطنين وجرهم للعنف لإشعال الأحداث، وإيهام العالم الخارجى بوجود حرب أهلية واقتتال داخلى بمصر للتدخل فى شئونها.
توصلت تحقيقات النيابة العامة فى الأحداث إلى أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وضعوا مخططا فى أعقاب فض اعتصامات أنصارهم بميدانى رابعة العدوية، ونهضة مصر، يهدف إلى إحداث حالة من الفوضى العارمة فى أرجاء البلاد، واتخاذ ميادين جديدة بأنحاء الجمهورية لبدء اعتصامات فيها للاعتراض على التحولات التى طرأت على المشهد السياسى عقب 30 يونيو.
وكشفت التحقيقات أنه فى مساء يوم الخميس الموافق 15 أغسطس 2013 دعا تنظيم الإخوان، وما يسمى بـ"تحالف دعم الشرعية" أنصاره إلى النزول إلى الشوارع والميادين العامة عقب صلاة الجمعة يوم 16 أغسطس، للاحتجاج ضد إجراءات الدولة بفض اعتصامهم تحت مسمى "جمعة الغضب الثانية".
ورصدت الأجهزة الأمنية قيام القيادات بإصدار تعليمات فجر ليلة 16 أغسطس لمسئولى التنظيم بتكليف أعداد كبيرة من أعضاء الجماعة بالتوجه نحو مسجد الفتح بشارع رمسيس لأداء صلاة الجمعة والانتظار فى محيطه، على أن تقوم عناصر أخرى بتنظيم مسيرات كبرى من أماكن مختلفة بمحافظتى القاهرة والجيزة تتوجه نحو ميدان رمسيس لتنفيذ المخطط المتفق عليه بالاعتصام.
وتبين أن الجماعة أبلغت أعضاءها بالتكليفات الجديدة عن طريق رسائل خاصة عبر شبكة الإنترنت، وحشدت أنصارها عبر البيانات التى تداولتها عن طريق صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وبعض القنوات الفضائية الخاصة الموالية لها.
وفى صباح يوم الجمعة توجهت عناصر الإخوان بأعداد غفيرة نحو ميدان رمسيس، لأداء الصلاة بمسجد الفتح، وخرجت المسيرات من عدة مناطق مثل إمبابة والجيزة والمطرية وشبرا والزيتون باتجاه شارع رمسيس، ورصد الأمن مشاركة عناصر مسلحة بالبنادق الآلية، والقنابل، وزجاجات المولوتوف الحارقة، فى المسيرات المختلفة للقيام بأعمال تخريبية عدائية ضد الدولة والمواطنين.
وأثبتت تحقيقات النيابة العامة أن جماعة الإخوان زعمت أمام الرأى العام، أن دعواتها للاحتشاد مظهر للاعتراض على التغيرات التى شهدتها الساحة السياسية فى البلاد، بينما كان غرضها إيجاد المبررات لتنفيذ الخطة الإرهابية التى أعدتها لمواجهة الدولة والتعدى على قوات الشرطة، وحرق المنشآت العامة والخاصة، وذلك بحسب تحريات قطاع الأمن الوطنى المقدمة فى القضية.
وقامت العناصر المسلحة التابعة للجماعة بالمشاركة فى المسيرات، واعتلوا كوبرى 15 مايو للاعتداء على أهالى منطقة بولاق أبو العلا بالأسلحة الآلية لإحداث حالة من الفوضى وترويع المواطنين، وتسبب هجومهم على تلك المنطقة فى مقتل العشرات من السكان الذين أصابهم الرصاص فى شرفات المنازل.