الأمن يحطم أسطورة أحمد يوسف .. أمير التكفير والإرهاب بالصعيد
* حامل لواء التكفير في صعيد مصر
* تدرّب على السلاح في المعادي وأسّس أول خلية إرهابية
* يرى أن القتال في مصر أولى وأهم من القتال في فلسطين
الأمن يحطم أسطورة
عند كمين "الكريمات" كانت لحظة وقوع أمير الجهاديين التكفيريين في أيدي الشرطة، بعد أن تراجع عن كل ما قدمه من مراجعات، وعاش بطولة زائفة، ولوث يده بالدماء مرات ومرات، سقط عاشق العنف ضحية مراهقته الفكرية ونكوصه عن العهد، إنه "أحمد يوسف"، أمير تنظيم الجهاد في بني سويف، وحامل لواء التكفير في صعيد مصر.
الأمن يحطم أسطورة
في 1 يوليو 2013 أصدر المحامي العام لنيابات بني سويف، المستشار حمدي فاروق، أمرًا بضبط وإحضار أحمد يوسف حمد الله، أمير تنظيم الجهاد، لاتهامه بحمل السلاح ومهاجمة المتظاهرين السلميين في ميدان المديرية بوسط مدينة بني سويف، وقتل مواطن وإصابة 30 آخرين، ولكن وقتها كان الشيخ الإرهابي قد اختفى من بني سويف بعد أن تسبب في مقتل "عمار جودة" يوم 30 يونيو.
وفي يوم الجمعة 9 أغسطس 2013 وقف "أحمد يوسف" في ميدان رابعة العدوية، خطيبًا للجمعة، ينذر ويهدّد، فهو يخطب في وسط قومه وشيعته الذين لا يعرفون سوى لغة الدم والتكفير والإقصاء، ودعا الشيخ أحمد يوسف، خطيب الجمعة في ميدان رابعة العدوية، المعتصمين إلى الصمود حتى عودة المعزول محمد مرسي إلى منصبه، كما أنذر الخطيب من ـسماهم بـ "الانقلابيين" - على حد زعمه - الذين عزلوا محمد مرسي يوم 3 يوليو بقرب السقوط، وتوعد المناوئين لمرسي بحمامات الدم، وفي مساء نفس اليوم أعلن - في تصريحات صحفية - رفضه أيّة محاولة للصلح أو التهدئة وسحب المعتصمين من الشوارع، وانتقد مبادرة شيخ الأزهر لحل الأزمة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا أن شيخ الأزهر ليس له الحق في تقديم أيّة مبادرات لأنها لن تتسم بالمصداقية، وقال: كيف تقبل مبادرة من الأزهر وشيخه هو من ساند الانقلاب على الشرعية المنتخبة؟!، كما قال إن كل ما يصدر عن شيخ الأزهر مرفوض.
الأمن يحطم أسطورة
وفي فجر يوم 21 أغسطس داهمت قوات الشرطة منزل أحمد يوسف في شارع صلاح سالم في مدينة بني سويف، ولكنه لم يكن متواجدًا هناك، حيث سافر للاختباء عند شقيقته بعين شمس بالقاهر، وقام يوسف بإلقاء آخر خطبة للجمعة في رابعة العدوية قبل فض الاعتصام، وحرض في خطبته على قتال الجيش والشرطة، وفي 28 أغسطس 2013 تم تحرير المحضر رقم 23\ 342 أحوال مركز ناصر ضد أحمد يوسف، بعد تهديده لبعض الصحفيين بالقتل عبر مكالمة هاتفية.
الأمن يحطم أسطورة
هو ليس عالمًا من علماء الدين وليس مفكّراً ولا مُنظّراً، هو ليس داعية ولا يوجد له شريط كاسيت في الدعوة إلى الله، ولا يوجد كتيب يحمل اسمه، هو فقط رجل يحمل العنف في رأسه، العنف هو رأسماله، إنه أحمد يوسف حمد الله، صاحب كلمة السر في أحداث العنف بمحافظة بني سويف، سجن 10 سنوات واعتقل 7 سنوات أخرى، وفي هذه الفترة غاب العنف والتكفير عن بني سويف.
نشأ أحمد يوسف في أسرة فقيرة، فقد ولد عام 1960، وكان والده - يوسف حمد الله - يعمل فرد شرطة في وزارة الداخلية، وله 4 أشقاء هم: أشرف يوسف وهو عاطل، حسن يوسف ويعمل أمينًا عامًا لجامعة بني سويف، وحصل على هذا المنصب مكافأة لوقوف شقيقه أحمد إلى جوار المعزول محمد مرسي وجماعته الإرهابية في انتخابات الرئاسة، وله شقيقتين، يسكن الشيخ أحمد في شارع رجائي المتفرع من شارع صلاح سالم في مدينة بني سويف، وله 3 أبناء هم: ميسرة وعبد الرحمن وعبد الله.
التحق أحمد يوسف بكلية التجارة عام 1977، وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة، ولم يتلق أي تعليم شرعي أو فقهي على يد أي شيخ أو في أيّة جامعة، وكانت فترة الجامعة هي تلك الفترة التي تلقى فيها أفكار العنف والإرهاب، كانت الأجواء مؤهلة لانطلاق قطار العنف في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وظهر الجهادي المعروف "أحمد يوسف"، زعيم تنظيم الجهاد في محافظة بني سويف ومؤسسه، والذي أسس التنظيم عقب لقائه مع محمد عبد السلام فرج - أحد المتهمين بقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات - واندماج تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية في جماعة واحدة، وكان محمد سعد زغلول هو من سعى لضمّ أحمد يوسف لتنظيم الجهاد، وعندما هرب زغلول إلى السعودية عام 1981، بدأ أحمد يوسف تكوين أول خلية تابعة لتنظيم الجهاد ببني سويف.
وطبقًا - لأوراق القضايا المتهم فيها أحمد يوسف قبل 25 يناير - فقد ضمّت أول خلية لتنظيم الجهاد ببني سويف كلاًّ من: مجدى كمال المعروف، محمد عبد العزيز أبو طالب، أحمد الأسيوطي، وكان زعيم الخلية أحمد يوسف، وكان يوسف من الذين شملهم قرار السادات في اعتقالات سبتمبر وقرارات التحفظ على بعض السياسيين والإسلاميين قبل المرحلة النهائية من تطبيق اتفاقية كامب ديفيد واستلام باقي أراضي سيناء.
وأظهر الشيخ أحمد - كما يحب أن يناديه الناس - براعة نادرة في إدارة خلية الجهاد في بني سويف، وكان يتدرب على السلاح في صحراء المعادي، وكان لقاء عبد السلام فرج مع أحمد يوسف لأول مرة في عام ١٩٨١ بعد أن توحدت الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد، وكان ذلك في زيارة لـ "فرج" إلى محافظة بني سويف، والتقى الجميع في مكان واحد هو منزل الشيخ فوزي عويس أمين، الشهير بالحاج نبيل، وهو والد زوجة أحمد يوسف، وحضر اللقاء الدكتور عمر عبد الرحمن المحبوس في أمريكا الآن، وكرم زهدي وناجح إبراهيم وعبد السلام فرج.
وصنفت مجموعة أو تنظيم الجهاد ببني سويف على أنها الأخطر بعد مجموعة المعادي التي كان يقودها أيمن الظواهري، واعتقل أحمد يوسف في قضية اغتيال السادات لمدة عامين، ومن أبرز مقولات أحمد يوسف: "ليس المهم أن تقاتل في أفغانستان ولكن المهم هو الاستعداد للقتال في مصر"، وفى عام 1990 قامت خلية أحمد يوسف ببني سويف بتوزيع منشورات تهاجم النظام القائم وتدعو إلى العمل المسلح، وفى محاولة للقبض على أحمد يوسف احتمى بالمطعم الذي يمتلكه في شارع صلاح سالم، واشتبك هو ومجموعته مع الأمن ثم هاجموا بيوت ومحال الأقباط وحرقوا عدة كنائس، ووصل أفراد مجموعة أحمد يوسف إلى 1000 عنصر في ذلك الوقت، تم تقسيمهم وتوزيعهم جميعًا في خلايا كانت كل خيوطها مع شخص واحد فقط هو الشيخ أمير الجهاد أحمد يوسف.
وبعد أن قضى في السجن 10 سنوات وفي المعتقل 7 سنوات، كان هو أول من وقع على المراجعات، ومعه أسامة صديق وبعض مجموعات طلائع الفتح وإسماعيل نصر، وذلك هربًا من المعتقلات وليس اقتناعًا بالعدول عن العنف، فهو لم يلتزم بالمراجعات كما التزم بها نبيل نعيم وغيره، وخرج "يوسف" من خلف الأسوار عام 2007، كان النظام ما زال متماسكًا في ذلك الوقت، فكان صامتًا ملتزمًا بتعليمات الأمن، ولكن كان سقوط نظام مبارك عقب ثورة 25 يناير، فكانت للشيخ مواقف أخرى، فتبدلت مواقفه وأفعاله ونكث عن العهد وعاد إلى أسلوبه القديم، فهو عاشق العنف ودمويٌّ بامتياز.
في 28 يناير 2013 أعلن - في تصريح له لموقع سويف أون لاين التابع لجماعة الإخاون الإرهابية المحظورة - أن لديه فرق ردع مدربة وجاهزة لمواجهة من يتظاهرون ضد محمد مرسي، وقال في تصريحه: "نريد أن نؤكد على قاعدة البادي أظلم، فلقد خاضت الحركات الإسلامية حربا شرسة مع النظام السابق ولا نحب أن نخوض معارك أخرى مع من جلسنا معهم على طاولة واحدة"، ثم قال إنه تم تجهيز مجموعات للردع السريع وإنه على تواصل مباشر مع تلك المجموعات، وأراد زعيم تنظيم الجهاد أن يعود إلى مكانته وزعامته القديمة، فأنشأ جمعية "الصراط المستقيم" والتي كانت فاتحة الخير عليه، فانطلق من رجل فقير إلى عيشة كلها رخاء، واشترى سيارة فارهة وفجأة رأينا مسجد ابن القيم الذي بُنِي تحت إشرافه - وفي زمن قياسي - ولا نعرف من أين ولا كيف بُني المسجد، وأصبح المسجد والجمعية هما طريقة جديدة لتجميع الأنصار السابقين ومعهم أنصار جدد، واستخدم الجمعية في غير الغرض القانوني، وأقام معسكرًا باسم الجمعية، ثم أقامت جمعية الصراط المستقيم معسكرها الثاني في يوم الخميس 4 أبريل 2013، وجمع فيه كل رجاله وبدأ توحيد صفوفهم، وكان المعسكر في مسجد ابن القيم في شارع صلاح سالم - وتحت عنوان "الأخوة أيها الإخوة" - ثم أقام المعسكر الثالث في نفس المسجد تحت عنوان "علوّ الهمّة يا شباب الأمة"، وبدأ المعسكر عصر الخميس 9 مايو 2013 حتى صباح الجمعة التالي، ولم يكن الشيخ يتلقى اشتراكات في تلك المعسكرات رغم أن تكاليف المعسكر وإعداد وجبتين لعدد 400 شخص شيء مكلف، فمن أين كان ينفق على هذه المعسكرات؟!.
ظهر الشيخ على حقيقته أكثر عندما قام بالاعتداء - هو ورجاله - على شباب الثورة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وقال زعيم الجهاد بفض اعتصام شباب بني سويف بجوار محطة السكة الحديد بمزلقان المديرية بالقوة، حيث استدعى أحمد فوزي - ذراعه الأيمن في تنفيذ العمليات - وجاءوا بالشوم والعصيّ والجنازير والأسلحة النارية واعتدوا على الشباب الذين رفضوا تصريحات هشام قنديل حول المرأة السويفية، وفي 30 يونيو خرج شباب بني سويف في ميدان المديرية للتظاهر لإسقاط محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، فجاء زعيم الجهاد ومعه مجموعة من رجاله المسلحين - أكثر من 70 رجلًا - وبدأوا يطلقون النار على المتظاهرين السلميين فأصابوا العشرات الذين نقلوا جميعًا إلى المستشفى، وقتل "عمار محمد جودة" بنيران صديقة من رجال أحمد يوسف، فـ "عمار" كان قد خرج مع زعيم الجهاد ومات بأيدي رجاله خطأ.
ولم يكتف زعيم الجهاد بكل ذلك، وإنما قام بالاعتداء على مواطن يدعى "محمود أبو العلا " - والذي حرر ضده محضرًا حمل رقم 3295 - وصدر قرار ضبط وإحضار لزعيم الجهاد لاتهامه بالشروع في قتل مواطن أثناء معركة زعيم الجهاد بالأسلحة عند مدرسة الدعوة، ولكن لم ينفذ قرار الضبط.
عاش زعيم الجهاد دور الدولة ومارسه بكل قوة وأجبر المواطنين على اللجوء إليه لحل مشكلاتهم، وكان يفرض الحلول على الطرفين والويل لمن يرفض كلمة له، فكلمة الشيخ لا ترد، وكان يقف على منصة اعتصام ميدان المديرية ببني سويف، متوعِّدًا، ثم خطب الجمعة الأخيرة قبل فض اعتصام رابعة العدوية، وكان مكفِّرًا للأمة ومتوعِّدًا لمن يقترب من فض الاعتصام.
وفي 11 سبتمبر 2013 تم القبض على عبد الرحمن أحمد يوسف حمد الله، نجل أمير تنظيم الجهاد في بني سويف "أحمد يوسف حمد الله"، وكانت قوة مشتركة من الجيش والشرطة قد ألقت القبض عليه بعد مخالفته مواعيد حظر التجوال، وفوجئ الأهالي بإطلاق سراحه بمفرده، ومنذ أسبوعين تمكنت الشرطة من القبض على نجل الشيخ مرة أخرى، وقررت نيابة بني سويف، حبسه 15 يومًا على خلفية حيازته لقنابل مولوتوف ومواد حارقة، ومعه 9 متهمون من المنتمين للجهاد وجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، وكانت الأجهزة الأمنية ببني سويف قد حصلت على فيديوهات تحمل تهديد أحمد يوسف بالجهاد ضد المواطنين الذين شاركوا في ثورة 30 يونيو، والتي أكد خلالها أن لديه فرق ردع لتأديب معارضي محمد مرسي، إضافة إلى فيديو يطالب من خلاله أعضاء تنظيم الجهاد بإبلاغه تليفونيًا بأسماء المواطنين المعارضين للرئيس.