مجدى عبدالعاطى عرفة

مجدى عبدالعاطى عرفة
 

قطر هذه الدويلة المارقة

 الدور الذى لعبته "دويلة" قطر فى صناعة العديد من المؤامرات التى استهدفت بلدان المنطقة ومن بينها خطة تقسم مصر، أعادني بالذاكرة إلى ليلة 31 ديسمبر عام 2010 حينما كنت مدعوًا لحضور مهرجان الدوحة الدولى للأغنية وكانت إقامتي فى فندق شيراتون الدوحة الذى كان مزدحمًا للغاية ومكتظًا بالوافدين من كل الأقطار، وفى تلك الليلة التقيت فتاة سودانية جلست إلى جوارى وقالت لى أنها عرفت من لهجتي أنني مصرى وأنها جاءت إلى قطر فى زيارة عمل فقلت لها أننى شاهدتها أكثر من مرة وهى تصل إلى الفندق بسيارة دبلوماسية فأجابت أنها تعمل فى السلك الدبلوماسي وجاءت ضمن الوفد الرسمى الذى تستضيفه قطر لبحث تقسيم السودان و"فضفضت" معها فى هذا الموضوع وعبرت لها عن انزعاجى وخوفى من أن نصحو فى يوم من الأيام لنفاجأ بالسودان الشقيق وقد أصبح بلدين، وقلت لها وبنية مخلصة أننى أتمنى أن تنجح الجهود القطرية ويتم التوصل إلى حل وتستمر السودان كما كانت كيان واحد ودولة واحدة "مستقرة ومتماسكة فقالت وبشكل حاسم" انتهى الأمر والتقسيم تم بالفعل ولكن ما يقال عبر وسائل الإعلام هو مجرد إجراءات شكلية وأضافت وهى تتعحب من خوفى على السودان الشقيق "ما تزعلش بالشكل ده علشان الدور عليكم وهتتقسموا انتوا كمان".. فقلت لها متهكمًا وساخرًا من حديثها "المعجون" بالخبث والدهاء: "مستحيل ده يحصل.. انتى بتتكلمى عن دولة عميقة اسمها مصر.. انتى بتتكلمى عن أم الدنيا وأم الحضارات.. إحنا ممكن نزعل شوية من بعض، وممكن ننفعل وممكن نعمل حاجات كتير فى وقت الزعل لكن مش ممكن ننهش فى لحم بعض زيكم".. قالت لى وبلغة لا يعرفها إلا من يمتلك المعلومات الموثقة والمستندات التى لا تدع مجالاً للشك: "أمريكا خلاص أنهت المسألة وستتقسمون إلى 4 دويلات" فقلت لها: "الأيام بيننا".. وانتهى الكلام وتركتها وأنا "دمى محروق" ودخلت قاعة الاحتفال بليلة رأس السنة وأنا فى "مود" سيئ جدًا أفسد الاحتفال بهذه المناسبة بسبب كلامها المستفز واستيقظت فى صباح اليوم التالى على خبر فى رسالة بالموبايل يفيد بتفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية فجر اليوم الأول من عام 2011 .. وكلنا نعرف ما حدث فيما بعد، بداية من اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وصولاً إلى ثورة 30 يونيو 2013 مرورًا بما حدث بينهما من مؤامرات وفتن ومشاكل مفتعلة تفوح منها رائحة مشروع التقسيم وعلى وجه الخصوص حينما تكشفت خيوط قضية التمويل الأجنبي وما تم من خلالها العثور عليه من مستندات كانت مع بعض المتورطين فى هذا التمويل "المشبوه" مزودة بخرائط تقسم مصر الى 4 دويلات .

وجاء انفراد اليوم السابع بتلك الوثائق السرية ليقلب عليا "المواجع" ويذكرني بتلك الحكاية التى كلما تذكرتها أشعر بالخوف مما هو قادم، فقد توقفت طويلاً أمام تلك الوثائق والتى تكشف كيف أن طموح دويلة قطر فى قيادة المنطقة، دفع بسلطاتها إلى الانغماس فى المؤامرات واحدة تلو الأخرى ضد من يفترض فيهم أنهم أشقاء عرب لهم.. فها هو محضر الاجتماع الذى تم بين تميم بن حمد أمير قطر الحالى مع السيناتور الأمريكى لندسى جراهم بالدوحة فى 30 مايو عام 2011، حين كان تميم وليًا للعهد، كيف بارك الأمير القطرى الخطة الأمريكية القطرية لتقسيم مصر وهى الخطة التى تم وضعها أمريكيا فى الثمانينيات من القرن العشرين وتأكدت تحت اسم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى يضع إسرائيل محورا للمنطقة ويعتمد على تقسيم الدول العربية ومنها مصر إلى عدة دويلات.

وهنا تتزايد علامات الاستفهام وتكبر شيئا فشيئًا لدرجة أنها أصبحت تسد "عين الشمس" حول هذا الصمت الرسمى "الرهيب" تجاه دويلة قطر ولماذا لم يتم حتى الآن طرد السفير القطرى من القاهرة كما حدث من قبل مع السفير التركى الذى لم يقل فى "تجاوزاته" عن السفير القطرى الذى يتصرف ويتحرك فى القاهرة بكل “بجاحة” وكأنه على رأسه ريشة .

وأعتقد أن هذا المطلب أصبح جماهيريا الآن فى مصر بعد سقوط الأقنعة القطرية وبعد تلك الموجة الغاضبة التى تجتاح الآن الدول الخليجية تجاه هذه الدويلة التى تتدخل فى الشئون الداخلية لجيرانها من الدول العربية وهى تصرفات أقل ما توصف به أنها تصرفات “ندالة” و"قلة أصل" فتصرفات قطر فاقت الحدود ولم يعد من المقبول السكوت على هذا التطاول فى حق دول كانت لها أياد بيضاء عليها وعلى غيرها فى يوم من الأيام.

فهل ستشهد الأيام القليلة المقبلة موقفاً أكثر صرامة تجاه تلك الدويلة التى وصفها الراحل “المحترم” الشيخ زايد بن سلطان أن تعدادًا سكانها بمثابة نزلاء فندق صغير فى أحد شوارع القاهرة.