أكد الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش في مؤتمر صحفي في مدينة "رستوف" الروسية، في أول ظهور له بعد عزله، أنه لم يتم خلعه وأنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد، وأنه اختار الابتعاد لكي تتم تسوية الأوضاع هناك، مضيفًا "كافة القرارات التي إتخذها البرلمانيون جرت تحت التهديد والضغط، وحتى يمكنني القول إنه جرى سحبهم إلى الميدان لكي يوقعوا على القرارات".
وأضاف: "البرلمان صوّت تحت التهديد على تعيين حكومة الانتصار، الانتصار على مَن؟ على الشعب الأوكراني؟"، مؤكدًا أن البرلمان فقد شرعيته، وكان من الممكن أن تسير الأمور نحو التهدئة في حال نفذت الاتفاقية التي تم توقيعها سابقا.
وأكد يانوكوفيتش بأنه عازم على "الكفاح من أجل مستقبل أوكرانيا ضد أولئك القوميين والنازيين، الذين يمثلون المصالح الغربية"، مشيرًا إلى أن الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة هي تنفيذ بنود الاتفاقية التي تم توقيعها بحضور وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا، بالإضافة إلى ممثلي روسيا الاتحادية.
وعن الانتخابات الرئاسية المبكرة التي دعا إليها البرلمان الأوكراني، أشار يانوكوفيتش أنه لا يعترف بشرعية الانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع عقدها 25 مايو المقبل، ولن يشارك فيها، موضحًا أنه يجب الانتهاء من الإصلاحات الدستورية أولًا، وكذلك إجراء تحقيق بأعمال العنف التي حصلت في الفترة الأخيرة.
وقدم الرئيس الأوكراني اعتذاره للشعب ولعناصر الأمن، وكذلك لقوات الشرطة الخاصة التي قامت بحماية أعضاء حكومته وأفراد عائلته، وتعرض أفرادها، حسب قوله، للقتل والتعذيب والضرب من قبل المتظاهرين، وأكد أنه لم يعط الأوامر بإطلاق النار، وأن الشرطة وعناصر الأمن لم يستخدموا السلاح، وأنهم اضطروا إلى ذلك عندما أطلق عليهم النار من المتظاهرين.
وعن احتمالية التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، قال يانوكوفيتش: "لا أنوي طلب المساعدة العسكرية من أي بلد"، مشددًا على أنه يجب الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية، وأنه لم يلتقِ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنما أجرى اتصالا هاتفيا معه عند وصوله الأراضي الروسية، وأكد أنه سيعود إلى أوكرانيا، ما أن يتم تأمين الحماية الكاملة له ولأفراد عائلته، مضيفًا أنه وصل إلى الأراضي الروسية بفضل عدد من الضباط الوطنيين، الذين ساعدوه في الحفاظ على حياته وعائلته.
وأبدى يانكوفيتش استغرابه مما وصفه بصمت القيادة الروسية، وخصوصا الرئيس الروسي، تجاه ما يجري على الساحة الأوكرانية، متهمًا الغربيين بالمسؤولية عن الاضطرابات وسقوط ضحايا في كييف. وقال "روسيا يجب أن تتحرك، وهي مرغمة على التحرك، ونظرًا لمعرفتي بطبع فلاديمير بوتين اتساءل لماذا هو متحفظ ويلزم الصمت"، واعتبر أن الاضطرابات وسقوط ضحايا في أوكرانيا هما نتيجة السياسات غير المسؤولة للغرب.
وبعد تصريحات يانكوفيتش، طلبت الحكومة المؤقتة الأوكرانية عقد جلسة لمجلس الأمن، لطرح الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، ولحمايتها من التدخل العسكري الروسي.
وأكد دبلوماسي رفيع المستوى في المجلس، أن المجلس تلقى الطلب وجرى إبلاغ الأعضاء به.
من جانبه، دعا بوتين، أمس، إلى تجنب التصعيد في أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه بات من الضروري التوصل في أسرع وقت ممكن إلى تطبيع للوضع في هذا البلد.